الرئيسية / اتحاد كرة القدم / بيان رفع عتب لا أكثر

بيان رفع عتب لا أكثر

كتب/خالد أبو زاهر- 9/2/2023- بعد “11” يومًا من بدء الأزمة الكروية في غزة على ضوء أحداث ما بعد مباراة شباب رفح والشجاعية في الجولة الـ”17″ للدوري الممتاز، خرج الاتحاد المركزي لكرة القدم في رام الله ببيان خاص بشأن تلك الأحداث.

البيان كما تشاهدونه على يمين المقال كان أشبه ببيان علاقات عامة لا أكثر، وبيان أقرب إلى “رفع العتب” لكون رئيس الاتحاد تلقى رسالة من شباب رفح طالبه فيها بالتدخل من أجل إلغاء قرار الاتحاد في غزة بتنظيم مباريات الدوري دون حضور جماهيري.

بيان الاتحاد لم يُغادر مُربع العلاقات العامة، لا أكثر ولا أقل، لأن المشكلة ليست عنده في دوري المحترفين أو دوري الاحتراف الجزئي، حتى أن الأمور وصلت إلى حد رفض خروج أي ممثل عن الاتحاد في رام الله على إحدى الوسائل الإعلامية في غزة قائلًا “المشكلة عندكم وبإمكانكم التوجه إلى منظومة الكرة عندكم”.

صحيح أن ردَّ اتحاد كرة القدم منطقي لكوننا نحن المسؤولون عن كل ما يحدث عندنا في غزة، ولكنه لم يكن المقصود به كذلك، فالأمر بالنسبة للاتحاد في رام الله أمر لا يعنيه، فلا الاتحاد ولا البطولات في غزة مهم بالنسبة للرجوب ورجالاته، ولإثبات ذلك هناك الكثير من الشواهد.

أما بالنسبة لإدارة نادي شباب رفح، فهي التي توجهت للرجوب مباشرة دون الالتزام بالتسلسل الإداري، أي أنها تخطت إدارة الاتحاد في غزة، من أجل المطالبة بالسماح لجماهيره بحضور المباريات.

لقد نسيت إدارة شباب رفح أنها لم تتوجه للعنوان الصحيح، وأن لها معه تجربة مريرة عندما حَرم فريقها من حقه بالمشاركة في بطولة الأندية العربية وفي بطولة كأس الاتحاد الآسيوي عندما فاز بلقب كأس فلسطين عام 2017 على حساب أهلي الخليل، لأنه بكل بساطة يتعامل مع الرياضة في غزة على أنها حمل زائد وأنه يتوجب قتل طموح كل رياضي فيها لاعتبارات سياسية .

وبعيدًا عن وجهة النظر المنطقية من كل ما يحدث من تفاصيل الأزمة، فإن المنطق هو أن تدعم زملاءك في الاتحاد بقرارهم ولا سيما أنه صاحب القرار وهو صاحب الوصاية والتنظيم، للحفاظ على السلم الأهلي وعلى النسيج المجتمعي، وللحفاظ على استقرار البطولات في ظل حالة الانقسام والحصار وكل مؤامرات قتل غزة ومن فيها ولو معنويًا.

لقد كان من الأجدر أن يؤكد رئيس الاتحاد المركزي على ثقته ودعمه لزملائه في غزة، صحيح أنه لم يُخالف رأيهم ولكن بيانه لم يتضمن الدعم العلني، وترك مساحة لقيام الأندية بالمناورة على أمل أن يزيد الأزمة ويُعمقها، وهذا ليس افتراء بقدر ما هو تحليل لسلوكه مع غزة واتحادها منذ عام 2008 وحتى الآن من تهميش وإهمال وسلب حقوق.

لقد آن الأوان أن يعلم الجميع أن اتحاد كرة القدم هيئة أهلية محكومة بنظام عام يحكم الوطن مع تأكيد استقلاليته وعدم التدخل في شؤونه، ولكن بكل تأكيد يكون خاضعًا للرؤية الأمنية التي تُقرها الجهات السيادية والأمنية الأقدر على تقدير الموقف.

كنت وما زلت وسأبقى في صفوف الجماهير صاحبة الحق في حضور المباريات في كل الأوقات الطبيعية، ولكنني أنحازُ دائمًا لسلامة الوطن والمواطن، ولا أتمنى وملايين غيري سقوط ضحية هنا أو هناك نتيجة التعصب الرياضي، وبالتالي دعم قرار عدم الحضور المؤقت للجماهير، تحقيقًا للأمن والسلامة.

لقد أعلن اتحاد كرة القدم في بيان تم توزيعه على الأندية أن الظروف لا تسمح باستمرار دخول الجماهير للملاعب حتى نهاية الدوري حفاظًا على السلم الأهلي، وهذا وحده يكفي لكي يُقنع الجميع أنه ليس صاحب القرار وأن هناك من هو أكبر منه مسؤولية وقرار، ولكن البعض لا يريد استيعاب الأمر.

للأسف الشديد أن بعض الجماهير تتعامل بازدواجية، بحيث تُقدم مصالح أنديتها على المصلحة العامة، وتُقدم حقها في التنافس على الألقاب، على الحق العام للوطن والمواطن.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *