الرئيسية / أخبار النجوم / حسين الريفي .. قائد الأهلي الفلسطيني أيام العزّ

حسين الريفي .. قائد الأهلي الفلسطيني أيام العزّ

الخليل/فايز نصّار–30/7/2021- تزخر ملاعبنا الفلسطينية  بالمدافعين الرائعين، الذين ثبتوا أقدامهم في الملاعب، وتركوا بصمات لا تمّحي في سجلات الزمن الجميل، بفضل عطائهم اللامحدود، وصلابتهم في مواجهة المنافسين، وقيادتهم لفرقهم من الخط الخلفي.

   ولن تنسى ملاعبنا أسماء المدافعين اسماعيل المصري، وفايز عبد العال، وزكريا مهدي، وعلي العباسي، ومطيع طوقان، وفريد عثمان، ومحمود عايش .. كما لا تنسى دقات أقدام النجم الغزيّ حسين الريفي، الذي دخل القلعة الحمراء من أوسع الأبواب.

  وبزغت علامات نبوغ أبي خالد مع فريق الأسد المرعب في حيّ الرمال ، لينتقل بسرعة إلى أحد قطبي الكرة الغزية الأهلي، ويحرق المراحل وصولاً للفريق الأول ، الذي حقق معه الكثير من الإنجازات الخالدة، لعل في طليعتها بطولة الدوري التصنيفي موسم 1981-1982.

  وبرع الريفي في مركز “القشاش”، ونجح في قيادة الخط الخلفي مع النجوم المعروفين حميد ، والهبيل ، والهندي .. والأهم أنّه كان يتقدم للمشاركة في المهام الهجومية ، فسجل 58 هدفاً معتمداً في ثلاثة مواسم كروية ، منها 50 هدفاً رأسياً ، بما يدخله نادي أصحاب الرؤوس الذهبية .

  وشارك الحسين مع الأهلي في دورة الإسكندرية الصيفية ، وعزز صفوف الرياضي في دورتي الوحدات ، وفي الحالتين عرض عليه الاحتراف في الكويت والأردن ، ولكنّه آثر المرابطة في ملاعب التراب الغزية ، صانعاً لنفسه نهجاً عصامياً ترفع له القبعات .

  والحقّ يقال : إنني جريت كثيراً وراء أبي خالد للحصول على هذه القصة المثيرة، لأنّه يؤثر أن تروي إبداعاته في الملاعب بلسان الآخرين .. والشكر للرجل الدمث، الذي استجاب لمبادرتي، فكان هذا اللقاء، الذي أتركه يستعرض لكم بعض مشاهده.

 – اسمي حسين خالد حسين الريفي “أبو خالد” من مواليد غزة يوم  8/12/1960، وكان المتابعون يطلقون علي لقب “مارادونا” و”الصخرة”، و”السدّ المنيع”.

– بدأت حكايتي مع كرة القدم من حيّ الرمال في غزة  حيث بدأت مداعبة  معشوقتي في الساحات الشعبية، وشكلت مع رفاق الصبا فريق الأسد المرعب، الذي شاركت معه في احدى عشرة بطولة، حصلنا على المركز الأول في تسع منها، وعلى المركز الثاني في بطولتين، وكان معي في الفريق كثير من اللاعبين، من بينهم فايق الحداد، وشكري سكيك، وناصر قيدوم، وشقيقاي حسن، واحسان، ومحفوظ حبوش، وخالد أبو غليون، والحارس تحسين غباين، والحارس مصباح زهري.

– وبفضل تألقي مع الفرق الشعبية لفت نظر أبو علي الافرنجي، الذي تحدث عني لصديقه المدرب بسام شحيبر، فضمني للفريق الثاني بالنادي الأهلي، وعمري 17 سنة .. ومع الأهلي لعبت مباراتين ضمن الفريق الثاني سجلت في كلّ واحدة منهما هدفين ، فشاهدني المدرب راشد الحلو، الذي صعّدني مباشرة إلى الفريق الأول .. ولكن مع الأسف أصبت في أول تدريب ، وغبت عن الملاعب 11 شهراً ، عالجت خلالها نفسي بنفسي ، وعدت إلى الملاعب بفضل الله ، وبفضل إرادتي القوية .

– وكانت أول مباراة لي مع الفريق الأول أمام أرثوذكسي بيت جالا ، بعد أيام من فوزه التاريخي على الرياضي  4/صفر ، وشهدت المباراة إصابة  قلب الهجوم جمال عياد نهاية الشوط الاول، وأذكر أن جمال طلب من المدرب أن يشركني بدلاً منه، فشعرت بالرهبة ، ولم ألمس الكرة في الدقائق المتبقية، ولكن بحمد الله نجحت في تسجيل هدف مطلع الشوط الثاني، من ضربة مقصية “دبل كيك” ، وفزنا 3-1.

– وكانت بدايتي مع الأهلي كلاعب وسط ، ولكن – بحمد الله – لعبت في أكثر من مركز، وخاصة بعد إصابة القشاش جمال عجور  فكلفني المدرب باللعب كليبرو قشاش، وبقيت في هذا المركز  مع تقدمي للإسناد الهجومي  وخاصة في الكرات الثابتة، حيث سجلت 58 هدفاً رسمياً في ثلاثة مواسم ، منها 50 هدفاً برأسي  وشمل الأمر تسجيلي  ثلاث مرات هاتريك طبعاً هذا دون احتساب أهداف المباريات الودية، ودون مشاركتي في تنفيذ ضربات الجزاء ، التي كان يسددها كمال درابيه، وبحمد الله حصلت على وصيف الهداف وراء عبد القادر الابزل مرتين.

– وخلال مسيرتي لعبت للنادي الأهلي ثماني سنوات، ولم ألعب في حياتي لغيره، وكنت كابتن الفريق منذ سن 21 سنة، حيث كان هذا شرطي الوحيد بأن أكون الكابتن، لأنني كنت أحلم في أن أصبح قائداً للأهلي منذ كنت في الفريق الثاني ، إذ كنت أقول في نفسي “معقول أن أصبح كابتناً على هؤلاء النجوم ؟ وبحمد الله تحول الحلم إلى حقيقة .

– وحظيت أثناء لعبي للأهلي باحترام كل المدربين، الذين أشرفوا علي ّ، ومنهم راشد الحلو، ومحمد غياضة، وناجي عجور، وسعيد الحسيني، الذي كان يقول عند فترة إعادة التسجيل : إذا أمضى حسين، سأشرك معه أيّ عشرة لاعبين !

– وأعتز كثيراً بمسيرتي في الأهلي، وأفتخر بنجوم الدفاع ، الذين لعبت معهم، ومنهم جمال أبو سليم، وخالد الهبيل، وجبر حميد، وتوفيق الهندي، والمرحوم عبد السلفيتي، كما أفتخر بالحراس الذين لعبت أمامهم أمين الحتو، وجلال سكيك، إضافة إلى العملاق يوسف البواب ، الذي لعبت أمامه شوطاً واحداً .

– وكمدافع حريص على إبعاد الخطر عن مرمى فريقي كنت أحسب حساب أي مهاجم من الفرق التي نواجهها، ولكني كنت أتوجس أكثر عند مواجهة عبد القادر الابزل، وناصر مطر، وسعيد حمد، وسعيد الشخريت، ويوسف حمدان “سنو”، والمرحوم جبريل الدراوش ” زكش ” .

– وأعتز كثيراً بنجوم الدفاع الذين عرفتهم ، وخاصة من يتقنون اللعب بالرأس، وأعتقد أن أبرزهم ثلاثة، زكريا مهدي، ومروان الزين، وحسين الريفي، وقد سأل مروان مرة عن ترتيب الثلاثة ، فقال : حسين الريفي اولاً، ثم أنا، ثم زكريا مهدي .. فيما رد أبو وحيد عندما سئل السؤال نفسه : حسين الريفي ، ثم زكريا ، ، ثم مروان لزين .

– بفضل الله لم أحصل خلال مسيرتي في الملاعب إلا على إنذارين تكتيكيين ، ولم أتعرض للطرد أبداً ..كما أنني لم أحصل مقابل لعبي وتدريبي على قرش واحد ، رغم أن غيري حصلوا على امتيازات مادية ووظيفية كثيرة ، وبقيت عصامياً أعمل في الصيانة بمصنع درابيه ، وأكثر من ذلك ،  فرغم أنّ فريقي كان يكسب عند تسجيلي للأهداف ، إلا أنني كنت الخاسر الأكبر ، لأنّ الأمر يقتضي دفع حساب المشروبات الغازية لجميع اللاعبين .

– وفي مسيرتي مع الأهلي الكثير من المحطات الخالدة ،  لعل في مقدمتها النتائج الجيدة ، التي حققناها في البطولات ، وخاصة فوزنا ببطولة الدوري التصنيفي سنة 1983 ، وظهرونا بشكل جيد في معظم البطولات التي لعبناها ، بفضل التشكيلة المتكاملة التي ضمها الأهلي ، بقيادة المدرب الراحل سعيد الحسيني .

– وأذكر بفخر كوني من نجوم العصر الذهبي للأهلي ، الذين جلبوا البطولات للنادي ، ومنهم أمين الحتو ، وجلال سكيك ، وناجي ، وسامي وجمال عجور ، وزهير وهبه ، ورجب أبو غليون ، وجمال عياد ، وابراهيم ابو خوصة ، وزياد الطيف، وبسام شحيبر ، ومصطفى نجم ، وجمال أبو سليم ، وخالد الهبيل ، وجبر حميد ، وتوفيق الهندي ، والمرحوم عبد السلفيتي .

– ولا أنسى مشاركتي مع الأهلي في دورة الصيفية بالإسكندرية سنة 1987 ، حيث لعبنا مباريات قوية ، واستفدنا من الاحتكاك الدولي مع أفضل الأندية .. كما لا أنسى مشاركتي كلاعب تعزيز مع الرياضي مرتين في بطولة الوحدات العربية ، وفي البطولة الأولى أوصى مدرب القادسية الكويتي – البرازيلي – بالتعاقد معي ، كما أنّ الوحدات والبقعة أبديا رغبة في التعاقد معي ، ولكني فضلت البقاء في غزة ، لأنّ وضعي المالي كان جيداً .

– كما لا أنسى ذكريات ديربي غزة الكبير بين الأهلي ، والرياضي ، يوم كان الشارع الرياضي الغزي يعيش على وقع الحدث قبل المباراة بشهرين ، وتبقى تداعياته لشهرين آخرين ، وكان الجمهور المتحمس يلهب الاجواء، وقد شاركت في لقاءين مع الرياضي ، وسجلت فيهما هدفين ، كما تشرفت باللعب مع النجم الكبير أبو السباع في اعتزال النجم عيسى كرسوع .

– وبعد اعتزالي اللعب كانت لي تجربة تدريبية، فأشرفت على العارضة الفنية للأهلي لمدة سنة أيام رئيس النادي المرحوم موسى عرفات، ثم كانت لي تجربة امتدت لعشر سنوات مع نادي الجلاء، وبفضل الله نجحت في وضع الجلاء على السكة الصحيحة، ورفعته إلى أعلى المراتب، وساهمت في بروز عدد من نجومه، من أمثال بلال الزيتونة، وياسر الغول، ومؤمن المدهون، وخضر الجيش.

– بصراحة انا شخصياً فخور بالإعلام الرياضي الفلسطيني ، الذي يحاول أن يثبت ذاته ، ويساهم في نجاح مشاريعنا الرياضية، وأعتز باهتمام الإعلاميين بي، حيث تمّ تصوير شريط خاص بقصتي في الملاعب، وفضلت من خلاله التركيز على اللاعبين، لا عليّ شخصياً .

– من صغري أنا معجي بالنجم الكبير ناجي عجور، وهو النجم الذي كنت أتمنى الوصول إلى مستواه ، كما انني كنت معجباً بالمدافع فريد عثمان، وبنجم الأهلي السابق ماهر همام ، والمدافع الايطالي السابق كابريني.

– وبدون شك فإن النجم سليم الزناتي من أفضل المدافعين، الذين ظهروا في ملاعبنا، فكل التحية له ، فقد كان نجماً تمنيت الوصول إلى مستواه ، والأمر نفسه ينجر على نجم نجوم الدفاع زكريا مهدي صاحب الرأس الذهبية ، الذي تعلمنا منه الكثير، مثله مثل مدافع مركز طولكرم في الزمن الجميل محمود عايش ، اللاعب الحريف، الذي يمتاز بقدراته الفنية وأخلاقه العالية.

– ولا أنسى هنا دور المدرب الكبير المرحوم سعيد الحسيني، الذي كان له الفضل – بعد الله – في تألقي، وبصراحة لن يأتي مدرب مثله، ولكن مع الأسف فإنّه لم يأخذ حقه كما ينبغي.

– أنا متأسف على الوضعية ، التي وصل لها كبيرا غزة، الأهلي والرياضي، وبدون مجاملة سبب هذا الانحدار سوء التسيير والإدارة ، لأنّ الفريقين غنيان بالنجوم، وكلي أمل ان يعود الرياضي والأهلي كما كانا واجهة لكرة القدم الغزية.

– أخيراً أترحم على روح ابني اللاعب جمال الريفي ، النجم الذي لعب معي منذ كان عمره 8 سنوات ، ثم توفي وعمره 24 سنة ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *