رباعية غزّاويّة في شباك بطل الأردن

الخليل/فايز نصّار- 31/5/2021- شهد صيف 1978 توافد الأندية الفلسطينية على العاصمة عمّان، للعب وديّاً مع الأندية الأردنية المعروفة، وذلك بعد 11 سنة عجاف، حرمت خلالها أنديتنا من اللقاءات الخارجية .

  وأدت أندية شباب الخليل، وثقافي طولكرم، ومركز طولكرم، وغزة الرياضي، وسلوان مباريات مقبولة أمام المستضيفين، وحقق لاعبونا  نتائج  متباينة ، كانت فرصة لاحتكاك فلسطيني انعكس على المستوى خلال الثمانينات .

  والحقّ يقال : إن خَرجَةَ نادي غزة الرياضي كانت الأفضل، حيث لعب أبناء المدرب سعيد الحسيني مباراة واحدة أمام فريق الحسين أربد – الذي كان يومها من فرق الصفوة في الأردن – وانتهت المباراة برباعية غزّاوّية تاريخية، جعلت أندية أخرى تتهرب من لقاء عميد فلسطين !

وجرت مباراة الرياضي والحسين يوم الجمعة 21 تموز على ستاد عمان الدولي ، وقادها طاقم تحكيم أردنيّ يقوده حسين سليمان ، ومعه الثنائي عبد اللطيف عبد المجيد، وعبد الكريم أبو عياش، وبعد أقل من دقيقة كان الزميل الصحفي إياد الريس يهز شباك راتب الضامن بهدف خاطف، اتبعه رجال غزة  بثلاثة أهداف، من أمضاء غسان البلعاوي هدفين، ورزق خيرة هدف .

  ورغم النتيجة العريضة إلا أنّ صدمة الهدف المبكر استفزت نجوم نادي الحسين، فهاجم غزاة الشمال المرمى الغزّيّ بضراوة ، مستغلين ارتباكاً في كشف التسلل، ولكن الحارس محمد أبو حصيرة تعملق، وأنقذ مرماه من انفرادين واضحين، ما رفع من معنويات رفاق الكابتن زكريا مهدي، ونال من معنويات رفاق الكابتن سهل الغزاوي .

  وضمت التشكيلة الأساسية لكتيبة غزة يومها الحارس محمد ابو حصيرة، ومعه زكريا مهدي، وسليم الزناتي، ومحمد غياضة، وماجد غزال، ومحمد الريخاوي، واسماعيل مطر، وغسان بلعاوي، ورزق خيره، وسامي مدوخ، واياد الريس، فيما كان أبرز نجوم تشكيلة نادي الحسين الحارس راتب الضامن، ونظمي أبو لبدة، ومنير مصباح، وهاني حتاملة، وسهل غزاوي.

  وضمّ بنك احتياط الرياضي يومها من الفنيين والإداريين سعيد الحسيني، وابراهيم المغربي، وخضر الغول، ومن اللاعبين ماهر حميدة، وخميس قيدوم، وعلي العمصي، وعيسى كرسوع .

   والحق يقال : إنّ المباراة المجنونة شهدت سيطرة فنية لزملاء نجم المباراة غسان بلعاوي، وأشادت الحصافة الأردنية يومها بالأداء الغزّيّ الراقي، وأجمعت على أنّ فريق غزة متكامل، ومتعوب عليه، ويملك خط دفاع متماسك، وخط وسط فعال ومتحرك، إضافة إلى هجوم سريع الحركة، يجيد المباغتة .

ومن أبرز ما جاء في عناوين الصحف الأردنية يومها :” غزة الرياضي يهز شباك نادي حسين اربد أربع مرات” و “غسان البلعاوي يراوغ دفاع فريق الحسين، ويسجل هدفين، ويصنع الثالث” ، أما أبرز ما جاء في الصحف الفلسطينية بعد المباراة : “عرض رائع لرياضي غزة، وهزيمة قاسية لفريق الحسين اربد”.

  وكانت المباراة فرصة لفريق غزة، الذي قدم أوراق اعتماده للكرة الأردنية، حيث استُضيف بعد ذلك ثلاث مرات من قبل ناديي الوحدات والرمثا، كما استغل الجنتلمان غسان بلعاوي المباراة لتقديم نفسه كنجم كبير، بما ساهم في لعبه بعد ذلك للوحدات والفيصلي، وكان قاب قوسين، أو أدنى من اللعب لمنتخب الأردن لولا …. تعست لولا !