الرئيسية / اللجنة الأولمبية / سجل يا تاريخ .. محمد حمادة سفير فلسطين في أولمبيا طوكيو 2021 

سجل يا تاريخ .. محمد حمادة سفير فلسطين في أولمبيا طوكيو 2021 

كتب / أسامة فلفل 9/7/2021

  • شعب الجبارين اجترح البطولات وكتب الانجازات

أن دمار الأمل قد يكون أفدح الأثمان التي ستدفعها الحركة الرياضية الفتية في فلسطين، قبل كلّ التداعيات المادية والمعنوية الأخرى، لكن شعب الجبارين وابطال الرياضة الفلسطينية ، اللجنة الأولمبية، المجلس الأعلى للشباب و الرياضة ، الاتحاد الفلسطيني لرفع الاثقال ، وكل مكونات الحركة الرياضية وجماهيرها ،الذين هم في الأساس زاد ونبض المقاومة وساعدها القوي، وايقونتها، رفضوا أن يكون شعب الياسين والياسر وشعب الشهداء الابرار، وأبطال معركة سيف القدس أهل عتمة وتقهقر ويخلوا تاريخهم المديد والمشرق من الشجاعة واجتراح البطولات، وكتابة الإنجازات، ونفض اليأس والدمار النفسي والمعنوي 

  • لو لم تكن فلسطين وطني، لاخترتُ فلسطين وطناً لي

ما السرّ العجيب الذي دفع البطل الهمام محمد خميس حمادة ان يطلق هذه الصحيات بعزة وكرامة وكبرياء كنعاني فلسطيني اصيل بعد الإعلان عن حصوله على بطاقة التأهل، تعلّقنا الابدي بهذه القطعة من الأرض، التي تكاد لا تظهر على الخريطة أو في حسابات دول أخرى ممتدّة على مساحات هائلة، الانتماء الوطني المشبع بقيم العطاء والتضحية والبطولة والفداء، والعهد والوعد الذي توارثناه عن اجدادنا وابائنا ممن سبقونا على طريق التحرير والعودة 

ما هذا التعلّق العجيب بكلّ حبّة تراب، بكلّ سهل، بكلّ جبل، بكل مخيم، قرية ومدينة مغتصبة، بكلّ نظرة، بكلّ بارقة أمل، أسأل نفسي هذا السؤال باستمرار منذ أن تفتّحت عيناي في وطن مزقته الحروب العدوانية والمجازر الجماعية للقضاء على أنبل وأطهر شعب عرفته البشرية منذ فجر التاريخ 

  • الإصرار والعزيمة وقوة الإرادة صنعة الإنجاز

الإصرار والعزيمة وقوة الإرادة هما الدافع الحقيقي للإنسان الفلسطيني الطامح للحرية والاستقلال وللإبداع وصناعة الإنجاز والعامل المشترك في حياة الرجال والأبطال، والثقة والأمل بالمستقبل مصدر الإلهام، بالإضافة لقيم الانتماء الوطني والرياضي التي حملها البطل محمد حمادة خلال مشاركته في بطولة آسيا لرفع الأثقال بأوزبكستان، فكانت تمثل القوة العظيمة التي حلقت في سماء البطولة وأبهرت المشاركين بقوة المشاركة الفلسطينية. 

فبرغم العدوان والحصار الخانق منذ عقد ونيف على مدينة غزة الباسلة، واغلاق المعابر والمنافذ الحدودية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، والحالة المأساوية الصعبة، كل هذه الظروف، والتحديات كانت عوامل تحفيز للبطل الفلسطيني، بطل العميد نادي غزة الرياضي، والمنتخب الوطني لرفع الاثقال، فلم تقف هذه التحديات الكبيرة حائلا امام إصرار وعزيمة منظومة الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية الفلسطينية. 

  • التخطيط السليم والمنهج بوابة العبور

فمنذ ان تولى مجلس إدارة الاتحاد الفلسطيني لرفع الاثقال دفة القيادة، شرع بالعمل والتخطيط الممنهج، واعداد الخطط التي كان أولها تنظيم سلسلة من اللقاءات مع الخبراء واقطاب اللعبة للاستفادة من تجاربهم في بناء معالم خطة وطنية طموحة تلبي طموح الاتحاد وفلسطين 

فبداء  الاتحاد و لجانه المختلفة الاعداد المبكر للخطة وفق الاليات و النظم  الحديثة و بالإطارات العلمية و المهنية من اجل الوصول للهدف الاستراتيجي و المركزي ” دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو  2021″ و شملت محاور خطة التدريب الجوانب الفنية و البدنية ، و اتباع احدث الطرق في التدريب وفق الأصول  ، ومواكبه التطورات  و الاستحداثات العالمية ، وكان البطل محمد حمادة ابن ال19 ربيعا احد ركائز هذه الخطة ، كونه الأبرز من حيث الجاهزية و المشاركة في العديد من المسابقات و البطولات المحلية و العربية و الإقليمية و الدولية حيث حرص الجهاز الفني والإداري وبتوجهات اللجنة الاستشارية والخبراء المعنيين على تنفيذ المراحل الاولي وأهمها، العمل على كسب النقاط والترتيب العام للوصول الى الوايد كارت المتأهلة لبطولة طوكيو. 

  • تكامل منظومة الاتحاد ترمومتر النجاح

 في هذا السياق عمل الاتحاد وبشكل جماعي ومتكامل على توفير المناخ والأجواء اللازمة للبطل محمد حمادة وتوفير الإمكانيات ورفع منسوب الروح المعنوية، وتكثيف الجرعات التدريبية للبطل وفق الخطة المعدة، وبعيدا عن الأضواء، مع المتابعة الحثيثة والدائمة من مجلس إدارة الاتحاد واللجنة الاستشارية التي كانت ترمومتر النجاح لجميع مراحل رسم مسارات واتجاهات خطة التدريب. 

حقيقة الوقود النووي الذي ألهب مشاعر وأحاسيس البطل ابن مدينة غزة هاشم في المشاركة، الانتماء الحقيقي للوطن ومنظومته الرياضية، واستحضار حالة الصمود التي يسجلها الاتحاد الفلسطيني وقيادته الرياضية ولجانه العاملة وأبطاله على إيقاع الثبات والقوة في ساحة المنازلات ليولد النصر ويصنع الإنجاز ويتحقق الاعجاز. 

  • محمد حمادة وفلسطين على مدارج التاريخ

الرباع الفلسطيني محمد خميس حمادة الذي خرج في مهمة وطنية محفوفة بالتحديات والمخاطر بسب الجائحة العالمية والظروف الاستثنائية، أنهى مشاركته في بطولة آسيا لرفع الأثقال بأوزبكستان وخطف بطاقة ” الوايت كارد ” المؤهلة للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو نهاية العام الجاري بعد حلوله بالمركز الثاني على مجموعته وتحقيقه لأرقام مميزة في الخطف والنثر. 

للتاريخ لقد ضرب الرباع الفلسطيني محمد حمادة بقوة أرقام لم يكن يتخيلها المنظمون، هذا الإنجاز الذي سيبقى في صدر صفحات التاريخ وسنظل جيل بعد جيل نتحدث عنه، وسوف يصبح جزء أصيل من حركة نضالنا الرياضي ومكتسباتنا الرياضية بالمشاركات الإقليمية والدولية. 

  • ومضات مضيئة للبطل

شارك البطل محمد حمادة في بطولة العرب بالمملكة الأردنية الهاشمية 2019 وحصل على ثلاثة ميداليات فضية. 

شارك ببطولة قطر الدولية لرفع الاثقال المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2022م ، عام 2019.

شارك ببطولة التضامن الدولي في أوزبكستان وحصل على الترتيب الرابع 

شارك في بطولة اسيا للناشئين في أوزبكستان 2020 

شارك في بطولة غرب اسيا بدولة الامارات العربية المتحدة بدبي عام 2020م وحصل على 6 ميداليات ملونة. 

  • مسؤولية وطنية

إننا نثمن بالكلمة والموقف الجهود العظيمة والمسؤولية الوطنية والرياضية لقيادة اتحاد رفع الأثقال الذي كان على مستوى الحدث وبرع في تذليل كل المعيقات وعلى كافة المستويات من خلال التناغم مع اللجنة الأولمبية الفلسطينية ومكتب الأمانة العامة للوصول والاقتراب من تحقيق هذا الإنجاز، والشكر موصول للمدرب حسام حمادة على المتابعة والقيام بالدور المطلوب وفق رؤية ناضجة وسديدة ساهمت في تحقيق نتائج طيبة ومبهرة. 

التكامل الوطني والرياضي تجلى بـأعظم صوره

الشكر والتقدير لرئيس الاتحاد د. خالد الوادية على جهوده الطيبة، والشكر أيضا لدينامو العمل والابداع والجندي المجهول النائب الأول رائد السقا على ما يقوم به من جهود وتضحياته الكبيرة على كافة الأصعدة، ولا يمكن ان نقفز عن جهود المبدعين من الخبراء واللجنة الاستشارية التي كانت ترسم بمتابعة وتناغم وتنسيق كبير مع كل مكونات الاتحاد ولجانه والابطال من اجل الوصول للإنجاز الفلسطيني والتأهل. 

فخر العميد وفلسطين

وما يزيدنا فخرا أن البطل محمد خميس حمادة جيناته الرياضية أصولها وجذورها وعمقها الإنساني وبعدها الوطني تعود إلى عميد أندية فلسطين نادي غزة الرياضي، فلا عجب أن يكون محمد حمادة يسير اليوم على خطى مشاعل ورواد الرياضة الفلسطينية من أبطال العميد وفلسطين وأشقائه البطل زكريا وحسام حمادة أصحاب الإنجازات بالمشاركات الإقليمية والدولية، وابطال فلسطين الأوائل أصحاب الإنجازات التاريخية عبر الحقب الزمنية الماضية، ابطال ونجوم الدورات العربية والإقليمية والدولية

شاهد أيضاً

هنية يعلن البدء بمشاريع رياضية بتكلفة 2 مليون دولار

غزة/ مؤمن الكحلوت (صحيفة فلسطين) 28/8/2023- علن عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *