الرئيسية / اللجنة الأولمبية / غزة المحاصرة تصنع ذهباً وبطلاً

غزة المحاصرة تصنع ذهباً وبطلاً

  • بالعربي الفصيح

كتب / خالد أبو زاهر – 10/5/2022- سنوات طويلة ونحن ننتظر أن نرى أبطال فلسطين على منصات التتويج في بطولات العالم في مختلف الألعاب، فكان لنا أن نكون أمس التاسع من آيار مايو 2022 على موعد مع الفرح والسعادة والفخر بوصول فلسطين إلى العالمية، حيث أن هذا التاريخ يجب أن يُحفظ ويُكتب بماء الذهب لصاحب الذهب الرباع محمد خميس حمادة الذي حصل لفلسطين على أول ميدالية عالمية في تاريخ الرياضة الفلسطينية، عندما نافس أبطال من دول عريقة في رفع الأثقال، تقدمها ووضعها خلفه، معلناً عن تاريخ جديد للرياضة الفلسطينية.

قبل مشاركة الرباع البطل محمد حمادة في بطولة العالم للناشئين الذي تحتضنها اليونان، تبادلت الحديث مع الدكتور خالد الوادية رئيس اتحاد رفع الأثقال، وشعرنا سوياً بضغط نفسي كبير رغم التفاؤل بأن بطلنا سيُحرز الميدالية الذهبية، وهذا الضغط النفسي سببه رغبتنا في الفرح والوصول إلى العالمية تمهيداً لتحقيق مزيد من الميداليات لا سيما في الدورة الأولمبية القادمة في باريس عام 2024، فكان لنا ان فرحنا بذهبية العالم، بانتظار الذهبية الأولمبية.

لقد أثبت الرباع العالمي البطل محمد حمادة أن غزة المحاصرة منذ سنوات طويلة، والتي أراد الاحتلال قتلها ومسحها عن الخارطة، أنها منجم للأبطال في مختلف المجالات ومنها المجال الرياضي، حيث احتضنت قيادات وطنية ورياضية وأبطلاً كُثر في مختلف المجالات رغم مت تعيشه من ظلم احتلالي وظلم ذوي القربى.

عاشت فلسطين وعاشت غزة التي تأبى إلا أن ترسم دائماً علامات النصر في مختلف المجالات، كيف لا وهي الضامن للتحرير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لم ولن تكن هذه الميدالية الأخيرة، فالبطل محمد حمادة سيكون له من الميداليات العالمية والأولمبية نصيب كبير، كيف لا وهو من وضع نُصب عينيه الفوز ولا شيء غير الفوز، فعمل واجتهد وتغرب عن عائلته في سبيل وطنه.

وإن كان هناك من يستحق الشكر والتقدير بعد هذا الإنجاز العظيم وغير المسبوق في تاريخ الرياضة الفلسطينية، فلا بُد أولاً من توجيهه للرباع العالمي محمد حمادة صاحب الإرادة والعزيمة وصاحب المجهود الكبير، والذي رسم خارطة جديدة للرياضة الفلسطينية، بوضعها لأول مرة على الخارطة الرياضية العالمية بهذا الإنجاز الكبير وغير المسبوق.

إن كل كلمات الشكر والتقدير لن تفي الرباع العالمي حمادة حقه علينا كرياضيين خاصة وكفلسطينيين عامة، فقد زاد شعورنا أننا كفلسطينيين نستحق الحياة ونستحق أن نفرح ونستحق أن نفتخر ببطل من أبطال فلسطين في مختلف المجالات.  

المباركة الثانية يجب أن تكون للبطل السابق في رفع الأثقال، الرباع حسام حمادة، الذي أشرف على تدريب شقيقه الأصغر محمد طوال سنوات، نجح خلالها في صناع بطل يرفع اسم وعلم فلسطين عالياً، بل الفوز بأثمن الميداليات العالمية، بعدما صنع لنا بطلاً عالمياً نباهي فيه الأمم.

والشكر الثالث والأبرز لاتحاد رفع الأثقال برئاسة الدكتور خالد الوادية، الذي آمن بقدرات الرباع محمد حمادة، فأعلن عن دعمه معنوياً ومادياً، ولم يبخل عليه من خلال أرساله لمعسكرات تدريبية كثيرة في السنوات الأخيرة، وأبرزها المعسكرين الأخيرين في موسكو وفي الإمارات.

والشكر الرابع نرسله للجنة الأولمبية ورئيسها الفريق جبريل الرجوب، ولعبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للرياضة، والذين حرصا على دعم الرباع حمادة ولم يُقصرا في حقه، فكان أول رد فعل من هنية أن أعلن عن مكافأة مالية للبطل العالمي بقيمة عشرة آلاف شيكل.

والشكر الخامس والأهم لنادي غزة الرياضي، هذا النادي الذي تربى وترعرع فيه البطل حمادة، وهو النادي الذي لم تغب عنه اللعبة في يوم من الأيام منذ خمسينيات القرن الماضي، وهو النادي الذي خرج العديد من الأبطال في هذه اللعبة أمثال حسام حمادة مدرب المنتخب ومدرب النادي، وسمير خزيق ونجله أدهم، وكل من سبقهم في هذه اللعبة أمثال الراحل عبد الكريم الشوا، أول رئيس اتحاد لرفع الأثقال في فلسطين، والبطل ممدوح السموني بطل العرب، وكوادر اللعبة أمثال البطل علي النونو، والأبطال الراحلين محمد أبو شهلة وفؤاد الميناوي وسعدي كحيل وعلي المغربي ومحمد ظاهر ورمضان الصوير وأكرم الفار وغازي شحتو وغيرهم.

كما ونستذكر الأبطال الذين حققوا لفلسطين ميداليات ذهبية في لعبة رفع الأثقال في الدورات الرياضية العربية في الفترة من العام 1953 إلى العام 1966، أمثال الراحلين عمر حمو وسعدي كحيل ورمضان الصوير، وغيرهم، الذين لن ننساهم ولن ينساهم التاريخ، فقد تركوا لنا إرثاً عظيماً نعتز ونفخر به، وأسسوا لمستقبل كبير للعبة التي تشتهر بها غزة وفلسطين.

شاهد أيضاً

هنية يعلن البدء بمشاريع رياضية بتكلفة 2 مليون دولار

غزة/ مؤمن الكحلوت (صحيفة فلسطين) 28/8/2023- علن عبد السلام هنية الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *