الرئيسية / اتحاد كرة القدم / فلسطين تستعيد حقها بعد 50 عاماً

فلسطين تستعيد حقها بعد 50 عاماً

كتب/فايز نصّار– 26/6/2022- كما شرّد المحتلون الشعب، وسطوا على الأرض، امتدت أياديهم إلى  مؤسسات الوطن الفلسطيني، الذي كان سباقاً لبناء المؤسسات الفلسطينية ، التي شاركت في الفعاليات الدولية في فترة متقدمة، كما فعل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي تأسس في القدس سنة 1928، كثالث اتحاد آسيوي بعد الاتحاد الايراني 1920، والاتحاد الياباني 1921، وكثاني اتحاد عربيّ، بعد الاتحاد المصريّ 1921.

واستغل المهاجرون – الذين وفدوا إلى فلسطين من كل حدب وصوب – قدراتهم في مجال كرة القدم، وشاركوا في تأسيس الاتحاد الفلسطيني، الذي سيطروا على لجانه بشكلّ شبه كامل، بما جعل المؤسسات الوطنية العربية تعترض على هذا الفعل الاحتلالي، الذي وجد آذاناً صاغية من المؤسسات الدولية، المركوبة من الدول المستعمرة – وخاصة بريطانيا ، وفرنسا – بما ساعد على سلب الكيان – الذي أعلن رسمياً سنة 1948 – اسم الاتحاد الذي انضم للفيفا سنة 1928 !!!

وبدأت ارهاصات عودة فلسطين للفيفا مع تشكيل اللجنة الاولمبية الفلسطينية سنة 1978 ، واهتمام رئيس اللجنة المرحوم اللواء أحمد القدوة ، والأمين العام المرحوم أبو حسين شويكة بدفع الملف الرياضي الفلسطيني إلى الواجهة العالمية ، من خلال عرائض تطالب اللجنة الأولمبية الدولية بالاعتراف باللجنة الأولمبية الفلسطينية ، بما يمثل تلقائياً اعترافاً دولياً بالاتحادات الرياضية  الفلسطينية ، التي تشمل أذرع اللجنة الأولمبية، وشارك في هذا الحراك منذ سنة 1983 مندوب اللجنة الأولمبية الفلسطينية في أوروبا الدكتور أنور أبو عيشة.

ووجدت الجهود الفلسطينية احتضاناً حميمياً من الدول العربية والصديقة ، وظهرت هنا جهود المؤسسات العربية والآسيوية والافريقية، التي دعمت دون تردد الحقّ الفلسطيني .. ونذكر هنا بالخير جهود الرياضي الكويتي الراحل، الفدائي الشيح فهد الأحمد الصباح، الذي دعم الملف الفلسطيني بكل ثقله الكويتي والعربي والآسيوي

وتقدمت محاولات استعادة عضوية فلسطين في الاتحاد الدولي سنة 1988، من خلال الملف الذي أرسله رئيس الاتحاد السابق، والأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، المرحوم عمر شويكة / أبو حسين، وبجهود تذكر من مندوب اللجنة الأولمبية في أوروبا الدكتور أنور أبو عيشة، ثم من رئيس الاتحاد المركزيّ اللواء أحمد العفيفي.

ولمّا قامت السلطة الوطنية الفلسطينية على أرض الوطن لم يلتفت القائمون على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى ضرورة العمل على استرجاع الاتحاد العضوية الفلسطينية ، التي سلبها المحتلون ، وراحوا يبحثون عن عضوية جديدة، من خلال نضال طويل شارك فيه الكثير من قادة العمل الرياضي في الوطن والشتات.

وبدأت التحركات الفلسطينية الحقيقة للعودة للفيفا بعد توحد جسم الاتحاد، اثر انتخابات 1996، ومبايعة العفيفي رئيساً للاتحاد، وغطاس نائباً له، فتكثفت الاتصالات مع رئيس الفيفا السابق البرازيلي جو هافيلانج لقبول فلسطين عضواً في الفيفا، رغم الجهود المعرقلة ، التي بذلها المحتلون تحت الطاولة لإفشال المساعي الفلسطينية، ونالت محاولات اتحاد الكرة يومها اهتماماً سياسياً ، لدرجة أنّ الرئيس الراحل ياسر عرفات استقبل في مكتبه رئيس اللجنة الاولمبية الدولية السيد سمارانش لدى زيارته لفلسطين، كما اجتمع أعضاء اتحاد الكرة مع هافيلانج في عمّان 1998.

وكانت محاولات المسؤولين الفلسطينيين للحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الدولي لكرة القدم ” فيفا ” بدأت منذ أول لقاء فلسطيني مع هافيلانج ، الذي اشترط – في البداية – إجراء مباراة كروية بين المنتخب الوطني الفلسطيني، والمنتخب الصهيونيّ في نيويورك، على أن يكون ريع المباراة لصندوق الاتحاد الفلسطيني، ولكن الوفد الفلسطيني رفض قطعياً هذا العرض، ليعقد رئيس الاتحاد العفيفي، ونائبه غطاس بعد ذلك  ثلاثة اجتماعات مع هافيلانج في سويسرا، حيث كان يصلان سويسرا فجراً ، ويغادراها الساعة العاشرة صباحاً .

وفي آخر اجتماع بين اتحاد الكرة والسيد هافيلانج، وعد رئيس الفيفا بأن يتم التصويت على عودة فلسطين للفيفا خلال اجتماع الهيئة العامة للفيفا في باريس، على هامش المونديال عام 1998، وذلك بعد تقديم كافة الوثائق المطلوبة، والنظام الداخلي للاتحاد، وبالفعل تم التصويت بالإجماع على الطلب الفلسطيني يوم 6 آب 1998، وتم رفع العلم الفلسطيني، وطاف أعضاء الوفد الفلسطيني بالعلم داخل القاعة بين جميع الحاضرين، الذين صفقوا لفلسطين بحرارة لتحول الحلم الفلسطيني إلى حقيقة ، لتصبح فلسطين العضو 201 في المؤسسة، التي ترعى الكرة الدولية.

ونذكر هنا محطة هامة في قبول الطلب الفلسطيني، عندما سمحت الفيفا  يوم 27 أيار 1998 لفلسطين بالتصويت في مؤتمر الفيفا، مع رفض السماح لاثنتي عشرة دولة اخرى بالتصويت، بما شكل قبولاً مبدئياً لاعتماد الملف الفلسطيني، وقبول مشاركة فلسطين في مؤتمر الفيفا، الذي انعقد في  باريس على هامش مونديال فرنسا 1998 .

وتكون الوفد الفلسطيني لاجتماعات الكونغرس من رئيس الاتحاد اللواء أحمد العفيفي، ونائب الرئيس الأستاذ جورج غطاس، ومسؤول العلاقات المرحوم عيسى ظاهر، واجتمع الوفد مع رئيس الاتحاد الدولي جو هافلانج في القاهرة قبل يوم من موعد اجتماع الفيفا في باريس .

وفتح قبول الفيفا عضوية فلسطين الطريق أمام اتحادنا للمشاركة في مختلف فعاليات الفيفا .. ويومها كنت شخصياً شاهداً على تفاعلات قبول الملف الفلسطيني في الفيفا، حيث شاركت في تغطية مونديال فرنسا 1998 مندوباً لاتحاد الإعلام، وبدعوة من رئيس اللجنة المنظمة للمونديال ميشيل بلاتيني.

ولعل من أهم فوائد اعتراف الفيفا بالاتحاد الفلسطيني الموافقة على مشاركة فلسطين في تصفيات مونديال كوريا واليابان 2002، والموافقة على تأهيل الكوادر الرياضية الفلسطينية، وخاصة حكام كرة القدم من خلال برامج التأهيل في لجان الفيفا المختلفة، ناهيك عن حقّ فلسطين التام في التصويت في مختلف القضايا، وكانت البداية في التصويت لانتخاب رئيس الفيفا السابق جوزيف بلاتر.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *