الرئيسية / أخبار المحترفين / محمود وادي الورقة الرابحة

محمود وادي الورقة الرابحة

كتبت/رغد أبو صفيه- 2022/10/11- وسط أزقة قطعة صغيرة من الأرض وليس أمامه سوى البحر, بين ثنايا المعاناة, تحت وطأة احتلال يبث قلقا ورعبا, أحلام وأمال, كفاح وتحدي, معاناة وحصار, طفولة مبعثرة بين شظايا حرب غاشمة تنتهك حُرمات الصغر, وظروف قاسية تُبدد الأحلام والأرواح ، وسط مدينة خانيونس المعزولة داخل قطاع غزة المحتل,من رحم حارات الألم برج شامخ طموح, يمارس طفولته المبتورة دون الإكتراث لأي قيود يجوب الطرقات متشبثاً برفيقة  دربه , وخليلة روحه المستديرة يركض في الحارات وبين ممرات الطرق, تعمق تعلقه فيها فترعرعت ونمت في إمتداد روحه لتغدو هذه الهواية موهبة فذة, لها صدى واسع على صعيد الرياضة الفلسطينية عامة وكرة القدم خاصة.

محمود وادي,ابن مدينة خانيونس المحتلة, المولود في التاسع عشر من كانون أول عام 1994, لاعب المنتخب الفلسطيني الأول لكرة القدم(الفدائي),  ومهاجم نادي بيراميدز المصري, بدأ وادي في الساحات الشعبية كلاعب حر يمارس هوايته وشغفه ليس إلا, إذ كان  يلعب كرة القدم من أجل المتعة، لكن حماسته الشديدة ومهارته الكبيرة في الملعب سرعان ما لفتت الأنظار نحوه ومن ثم أنضم إلى صفوف ناشئي خدمات خان يونس، ولعب في صفوفه مدة قصيرة، وعاد بعدها ليمارس هوايته بعيدا عن صخب المستطيل الأخضر, كما و إجتمعت فيه الإمتيازات الإبداعية والمفارقات،  فعمليات اللعب تبدأ من خلاله وهو من ينهاها برأسياته المميزة ، يقف أمام الحراس  بلباقة ,حنكة ,وذكاء منتصباً بكامل قواه,يستحضر أوج طاقاته لهز شباك الخصوم, حيث تميز محمود باللياقة البدنية العالية والسرعة في الأداء مما عزز من تألقه في الملعب إضافة إلى الصلابة الذهنية وقدرته العالية في التكيف و التناغم مع اللاعبين و مدرب الفريق.

رفع وادي سقف طموحه وأحلامه  بالوصول الى أحد الأندية الأوروبية الكبرى, بالرغم من صعوبة الأمرحيث يحتاج إلى مجهود كبير, ولكن لا مستحيل في عالم كرة القدم, الإيمان بالنفس يحقق الأحلام , غادر للإراضي المصرية واجرى اختبارات مع نادي الزمالك المصري, وظهر بمستوى لافت ونجح في الاختبارات ووقع على استمارة انضمام لنادي الزمالك، ولم يتبق سوى خطوة على تحقيق الحلم من خلال خوضه المرحلة النهائية والتي تتمثل في المباراة الودية، ولكن ذلك لم يكتمل عندما عاد إلى قطاع غزة لتوديع الأهل من أجل الاستقرار في مصر ولكن الظروف السياسية هناك بترت احلامه وعاد للقطاع.

انضم الى صفوف نادي معن الذي كان ينشط في الدرجة الرابعة أنداك، ولعب خلال ذلك الموسم 8مباريات من أصل10 مباريات وسجل 9 أهداف ليحلق  على قمة  صدارة هدافي الدرجة الرابعة وساهم بشكل كبير على صعود الفريق للدرجة الثالثة.

     

أصبح أسم محمود وادي يتردد بكثرة في عالم كرة القدم, حيث بات يصنف كورقة رابحة, في حين أنهالت عليه عروض عديدة بعد الموسم المميز الذي قدمه رفقة شباب معن, ثم قرر الرحيل الى نادي شباب خانيونس في دوري الدرجة الثانية, من جديد سطع نجم وادي في صفوف الفريق وتربع على صدارة هدافي الفريق برصيد 7 اهداف.

 

نجح هذا الشاب في خطف أنظار المدربين نحوه حيث تم استدعاؤه لتمثيل ألوان البلاد رفقة المنتخب الفلسطيني الاولمبي في مسابقة اتحاد غرب اسيا, وخلال فترة قصيرة رسم محمود وادي موقعه في التشكيلة الأساسية للمنتخب الفدائي كمهاجم صريح في المنتخب الأول.

 

من جديد إستطاع هذا البرج الكروي أن يسلط الضوء عليه, لتتم صفقة جديدة وتحدث فارق كبير في حياته الرياضية لينتقل من دوري الدرجة الثانية الجنوب في قطاع غزة  إلى الدوري المحترفين في الضفة الغربية رفقة نادي أهلي الخليل, حيث شارك مع الفريق في بطولة اسيا عام 2016 وسجل خلالها 4 أهداف, لم يستمر الأمر طويلا لتنقلب الموازيين بشكل مأساوي لم يكن في الحسبانحيث منعته قوات الاحتلال الإسرائيلي  من العودة إلى الضفة الغربية المحتلة برفقة الفريق وقررت إعادته إلى قطاع غزة, بُذلت جهود حثيثة من قبل ادارة نادي أهلي الخليل من أجل عودته لملاعب الضفة إلا أن سلطات الاحتلال حالت دون ذلك وتم إحتجازه على حاجز إيرز الاسرائيلي لساعات عدة, عاد وادي خائبا الى القطاع يلملم شتات موهبته التي حاول الاحتلال قمعها, من جديد انضم لصفوف شباب خانيونس, لينتقل بعد ذلك الى فريق الأهلي الأردني, معاناة وعقبات كبيرة أمام أحلام الشباب الغزي حيث عانى من جديد خلال سفره للأراضي الاردنية, الرحلة التي تعد الاصعب والأطول والأكثر مشقة,  كان هذا السفر عن طريق معبر رفح واستغرقت الطريق  ثلاث ايام من التعب والمعاناة على معبر الذل أمام قدر مجهول ما بين المكوث في في غزة والعودة للمنزل أو السماح له بالمرور.

رغم محاولات الإحتلال  وعرقلته لمسيرة وادي الإحترافية, إستطاع أخيرا الوصول للاراضي الاردنية والالتحاق بفريقه الجديد وشارك معه بطولة الدوري والكأس سجل 12 هدف مع الفريق .

 قادته موهبته وإبداعه للعب في أقوى الدوريات الإفريقية  ليرتدي ألوان بيراميدز المصري.

ويقف وادي على ناصية الحلم يرسم طريقه بتأمل, وخطوات مدروسة, وطموحات لا تتوقف  لتحقيق الحلم واللعب في الدوريات الاوروبية الكبرى.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *