الرئيسية / الكتاب والمقالات / الانضباط دليل قوة الاتحاد

الانضباط دليل قوة الاتحاد

  • بالعربي الفصيح

كتب/خالد أبو زاهر: 5/3/2022- في الوقت الذي يكثر فيه الحديث والكتابة عن كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وفي الوقت الذي يتركز فيه الحديث الآن عن الأزمة الروسية الأوكرانية، لم يكن هناك مجال لتجاهل أو تأجيل الحديث عن نهائي كأس غزة لكرة السلة، والذي نجح فيه فريق خدمات المغازي في تحقيق اللقب على حساب منافسه الدائم خدمات البريج.

الحديث لن يكون عن النهائي ونتيجته بقدر ما سيكون عن الظاهر الإيجابية التي تعززت وتكرست في ملاعب كرة السلة الفلسطينية منذ سنوات قليلة مضت، حيث وجدنا أنفسنا نقفز قفزات عالية إلى الأمام وليس في الهواء، من خلال حالة الاستقرار التي تمر فيا اللعبة الجميلة واتحادها الأجمل.

في السابق وبالعودة إلى الوراء خمس سنوات فقط، كنا لا ننعم بانتهاء طبيعي لمباراة قطبي كرة السلة الفلسطينية عامة والغزية على وجه الخصوص فريقي خدمات المغازي وخدمات البريج، حيث كان الشغب يفرض نفسه على هذه المباراة في كل أزمانها وأمان إقامتها.

ووصل الأمر في سنوات ماضية إلى إقامة مباريات الفريقين الكبيرين إما بدون جمهور أو بحضور محدود، ضماناً لانتهاء أي مباراة بينهما نهاية طبيعية دون شغب.

اليوم يُسجل لاتحاد كرة السلة برئاسة الأخ الصديق العزيز خليل أبو شمالة وزملائه أعضاء الاتحاد ولجانه، تغير الحال 180 درجة بشكل إيجابي، حيث بات الهاجس والشبح الذي كان يُطارنا خلف الظهور، وبتنا نترقب بشغف كبير متابعة وحضور تلك المباريات.

في مباراة نهائي كأس الراحل عبد الله الكرنز التي أقيمت أول أمس على صالة الشهيد سعد صايل بمدينة غزة، لم يكن هناك متسع على المدرجات لمزيد من الجماهير الغفيرة التي ملأت الملعب بأعداد وصلت إلى أربعة آلاف في صالة مغطاة لا تتسع لأكثر من ثلاثة ألاف.

ووسط هذا الحضور الأكثر من رائع، لم يعد هناك مكان للمشاغبين، ولم يعد هناك مجال للخوف من حدوث أي أحداث عنف أو شغب مع تقلب مستوى الفريقين ونتائجهما على مدار الأرباع الأربعة للمباراة، فأصبحت مهمة مشجعي الفريقين تقتصر على مساندة فريقهما دون الجنوح إلى العنف أو الشغب.

وبكل تأكيد لم يكن هذا ليحدث لولا أمرين مهمين، الأول متعلق بالتنظيم الأكثر من رائع للمباراة من قِبَل الاتحاد ولجانه، والثاني متعلق بقيام رجال الأمن والشرطة في ضبط الأمور خارج مستطيل المباراة.

ولأن الشغب جزء من المنافسة القوية بين أي فريقين كبيرين، وظاهر فرضت وتفرض نفسها على جميع ملاعب المنافسات الرياضية في العالم بأسره، فإن التغلب عليه لم يكن بالأمر السهل، ولم يكن بالأمر الذي يتقبله أطراف العنف في كثير من الأحيان.

الأمر تطلب من الاتحاد مجهود كبير ومُضني بذله رئيس الاتحاد أبو شمالة وزملائه للقضاء على هذه الظاهرة بشكل تدريجي، انطلاق من محاولة تخفيف التوتر بالاجتماع تارة مع إدارات الأندية، وبفرض العقوبات والغرامات تارة أخرى.

ولأن العقوبات والغرامات لم تكن أكثر من وسيلة لتحقيق الهدوء والاستقرار، لم يتردد الاتحاد في تطبيق القانون واللوائح بشكل صارم دون تردد ودون محاباة، وهو ما دفع الأندية إلى أن تكون شريكاً للاتحاد في تعزيز حالة الاستقرار والهدوء، كونها تتكبد خسائر مالية فوق طاقتها.

إن تطبيق اللوائح والقوانين بشكل عادل ومنطقي على الجميع دون استثناء أحد مهما علا شانه، عزز حالة الاستقرار، وهو ما افتقده اتحاد كرة القدم في الآونة الأخيرة، حيث كان هناك تباين في فرض العقوبات حتى وإن كان ذلك بدون قصد.

الأصل في القانون أن يُطبق على الجميع وبحذافيره، فهناك من لا يلتزم دون أن يجد من يقف له بالمرصاد متسلحاً بالقانون، وهو ما قام بع اتحاد كرة السلة، وما أثمر من جمال المنافسة وقوتها وارتفاع مستوى اللعبة، وارتفاع منسوب الروح الرياضية داخل الملعب وخارجه على المدرجات.

وهنا لا بُد من توجيه الشكر والتقدير لاتحاد كرة السلة على ما قدمه خلال السنوات الماضية من فرض حالة النظام من جهة، وتوسيع رقعة المنافسة لتتسع لثلاثة منافسين بعدما كانت مُقتصرة على فريقين.

شاهد أيضاً

آرسنال مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي

آرسنال يُحقق فوزه الأول على السيتي منذ 2015

لندن -2023/10/8- حقق فريق أرسنال انتصاراً معنوياً كبيراً وهاماً أيضاً على مانشستر سيتي بهدفٍ نظيف …