لا يفل الحديد إلا الحديد

• بالعربي الفصيح
• لا يفل الحديد إلا الحديد

كتب/ خالد أبو زاهر:- 4/1/2022- الدكتاتور لا يحترم إلا القوي، والمسنود والمدعوم من جهات تقف خلف كرة القدم الدولية يلجأ أحيانًا إلى إرهاب من يراهم صغارًا أو ضِعافًا في نظره، في وقت هم كِبار على أرض الواقع شكلًا ومضمونًا بشخصيتهم وكرامتهم وقدراتهم.

ويقولون إن العبيد هم من يصنعون الطُغاة، وهي حقيقة عليها كثير من الأمثلة الحية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، فكم هم الطُغاة في الرياضة والسياسة والاقتصاد والاجتماع، استمدوا نفوذهم من قبول البعض بالذل والهوان والعبودية.

هناك من نقل تصريحات على لسان صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم ولاعب أعرق الفرق والأندية الأوربية وفي مقدمتها ريال مدريد وبرشلونة سابقًا، حول استضافة بلاده لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2022، وهي النسخة التي تلت السابقة التي نظمتها مصر بدلًا من الكاميرون نتيجة بعض الأمور الإنشائية والتنظيمية غير المُكتملة في عام 2019.

لقد وقف الاتحاد الدول مساندًا لموقف بعض الدول الأوروبية التي تعتقد أنها ستتضرر من استضافة الكاميرون لكأس أمم إفريقيا المُقرة في الفترة من 9 من شهر يناير الجاري وحتى 6 من شهر فبراير القادم.

وإن صدقت وثبتت صحة تصريحات صامويل إيتو، فإنها ستكون بداية حقيقية لمرحلة جديدة لكرة القدم العالمية، لا سيما وأنها المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس اتحاد وطني بهذه الجرأة والشجاعة عن منظومة كرة القدم الدولية.

وحتى تكون الصورة أوضح، إليكم ما تم نشره على لسان إيتو (المنصة الشرفية الرئيسة لملعب أحمد أهيدجو ستكون مخصصة فقط لمسؤولي الاتحاد الإفريقي وأساطير كرة القدم الإفريقية لأن كأس إفريقيا تخص الأفارقة، أما بقية المدعويين دون استثناء من بقية الاتحادات وحتى الاتحاد الدولي لكرة القدم وكل الشخصيات من خارج إفريقيا سيخصص لهم الصف الثاني ومرحبا بهم في الكاميرون، لسنا عنصريين أو شيء من هذا القبيل لكن يجب أن يكون كل شيء منظم وكل شخص بمكانه الطبيعي، فلا يعقل أن يجلس جياني إنفنتينو رئيس الاتحاد الدولي في مكان أعلى من روجيه ميلا فنحن نحترم أساطيرنا).. انتهى الاقتباس.

لا أعتقد أن أحدًا تحدث بهذه الجرأة قبل إيتو، ولا أعتقد أن شخصية رياضية مثل صامويل إيتو صاحب الكاريزما شكلًا ومضمونًا، يقبل أن يتم التآمر على وطنه بطريقة عنصرية مارستها دولًا تدعي انحيازها للقضايا الإنسانية وغير ذلك من شعارات جوفاء.

إن ما قاله إيتو إن صدقت عملية نقل التصريحات دون أي توظيف أو تأويل، فإنها الطريقة الوحيدة التي يفهم فيها المستبد أن الكون لا يقف عن قدميه مثلما يعتقد حتى وإن كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) صاحب نفوذ أقوى من نفوذ الأمم المتحدة.

العنجهية والصف في التعامل مع البشر يجب ألا تواجَه بالخنوع والقبول بالمذلة مثلما يحدث الآن من وصاية غير أخلاقية من العالم وهيئاته المشبوهة على الدول التي يصنفها أصحاب النفوذ بأنها دولًا ضعيفة، بل يتم مواجهتها برد فعل مساوٍ في القوة ومُضاد له في الاتجاه، فلا يفل الحديد إلا الحديد.

أعتقد أن على الدول المُصنفة ضعيفة أو غير ذلك من تسميات عنصرية وفئوية، على أن تستفيد من هذه القوة الممثلة في جرأة وشجاعة صامويل إيتو الذي من الممكن أن يكون في يوم من الأيام مرشحًا قويًا لرئاسة الاتحادي الإفريقي ومن ثم الاتحاد الدولي لكرة القدم، وأن تستمد قوتها من قوته، وتقف في وجه الظلم والاستبداد والعنصرية.

على الجميع أن يُعلن إسناده ودعمه لتوجهات صامويل إيتو، فهي التي ستُحقق الكرامة لمن يعتقد الاتحاد الدولي وبعض الدول الأوروبية أنه بلا كرامة أو أضعف من يُحقق كرامته، فالاتحاد قوة وعلى الجميع أن يقف في وجه الاستبداد.

الأمثلة كثيرة على الاستبداد والدكتاتورية في ظل سكوت كبير على الظلم، وفلسطين ليست بعيدة عن هذه السياسة التي من المفترض أن تكون في مقدمة الرافضين لها وليس في مقدمة مُنفذيها مثلما يفعل الدكتاتور الذي يحكم الرياضة الفلسطينية.