الرئيسية / الكتاب والمقالات / مسح التاريخ بكِيس رَمِل

مسح التاريخ بكِيس رَمِل

كتب/ خالد أبو زاهر: 12/12/2021 – حتى تعرف حقيقة أي مسؤول وثقافته وشخصيته اسأله عن الذين سبقوه في القيادة، فإن شكرهم وأشاد بهم فهو مشروع مسؤول ناجح، ولا سيما إن كان كل من سبقوه مشهودا لهم بالأخلاق والوطنية وخدمة الوطن دون مُقابل ودون امتيازات، أما إن تفنن في إنكار دورهم وجهدهم، ناهيك بالتهكم والتنمر عليهم، فاعلم أنك أمام مشروع للهدف وليس للبناء، حتى وإن كان الظاهر عملية بناء، لأن هذا البناء يعتلي قواعد مهترئة.

لم أرَ في حياتي رجلاً ينسف ما قبله من عمل ومجهود، ولم أرَ في حياتي رجلاً يُنكر عمل من سبقه، أكثر من الفريق جبريل الرجوب، فمنذ أن جاء إلى سِدة الحكم الرياضي متربعاً على قمة كل الهيئات الرياضية من مجلس أعلى للشباب والرياضة، ومن لجنة أولمبية، ومن اتحاد كرة قدم، ومن جمعية الكشافة والمرشدات، دون انتخابات، وبنظام التعيين، وهو لم يتردد في كيل السب والشتم لمن سبقه، وإنكار ما قاموا به من عمل في خدمة الوطن والمواطن وشباب المستقبل.

وأكثر ما قاله الرجوب عن أسلافه في وزارة الشباب وفي اللجنة الأولمبية وفي اتحاد كرة القدم: “اللي سبقني كان كيس رمل”، هكذا وصف اتحاد كرة القدم، بل وزاد على ذلك بالتهجم على الأحياء منهم والأموات، موزعاً عليهم الأوصاف والاتهامات دون مراعاة لمشاعر من عمل في ظروف قاسية وخدم وطنه بكل صمت دون تجريح في منافس أو في عضو اتحاد أو عضو لجنة أو إعلامي.

ولنبدأ في سرد بعض الأسماء للكادر الرياضي الفلسطيني الذي طاله السب والشتم والقدح والاتهامات الباطلة والتنمُر، ونُكران الجهد والعرق على مدار سنوات لخدمة الوطن والرياضة دون مُقابل ودون دعم مالي أو سياسي.

اللواء أحمد العفيفي، أول رئيس لاتحاد كرة القدم بعد تشكيل السلطة بعد اتفاق أوسلو، كان أول من تعرض لنكران الجميل والتهميش وعدم التقدير على ما بذله خلال ثلاث دورات انتخابية.

ففي الوقت الذي تولى فيه الرجوب رئاسة اتحاد كرة القدم في شهر مايو من عام 2008، لم يقم بتسلم الملف من سلفه، ولم يقم بتكريمه على فترة عمله السابقة، بل قام بالتشهير به وبزملائه من خلال قوله إنه لم يجد ورقة واحدة في اتحاد كرة القدم.

والأدهى والأمر أنه عندما وزع رقاع الدعوة على الشخصيات الوطنية والرياضية المحلية والعربية لحضور افتتاح استاد الشهيد فيصل الحسيني في الـ27 من شهر أكتوبر عام 2008، استثنى اللواء العفيفي الرئيس السابق للاتحاد وجميع أعضائه من غزة والضفة والقدس بمن فيهم (عَديلَه) بدر مكي الذي لعب دوراً كبيراً مع بعض زملائه في الإشراف على إنشاء الاستاد الذي تم إنشائه في عهد العفيفي.

لقد نسب الرجوب إنشاء استاد الشهيد فيصل الحسيني لنفسه وهو الذي لم يُشرف على أي مرحلة من مراحل الاستاد سوى مرحلة وضع الكراسي البلاستيكية على مدرجاته، ووضع صورة كبيرة له في صدر الملعب ليقول للقاصي والداني إنه هو صاحب الفضل.

والأدهى والأمر أن يُكرر التهجم والتنمر على العفيفي في كل جلساته الداخلية والخارجية ومؤامراته الصحفية الداخلية والخارجية، وفي تجمع رياضي، بالقول إن من عمل قبله في اتحاد كرة القدم كان (كيس رمل)، بنفس المصطلح.

كما أن الرجوب أراد أن يمسح كل معلم من معالم اتحاد كرة القدم في العهد السابق له، من خلال تغيير شعار اتحاد كرة القدم دون استشارة زملائه أعضاء الاتحاد ودون أن يستفتي أحداً على معلم من معالم كرة القدم الفلسطينية، بل إنه عاقب من اعترض على تغيير الشعار.

هذه هي ثقافة وسياسة الرجوب في قيادة العمل الرياضي، متناسياً أنه لو دامت لغيره لما وصلت إليه، كيف لا وهو الذي يقول دائماً إنه تم تكليفه تكليفاً بقيادة اتحاد كرة القدم، وإنه لم يكن يعرف عن الرياضة شيئا، وإن قرأ (300) صفحة ليُثقف نفسه رياضياً، معتقداً أن القراءة وحدها تصنع المسؤول أو تُحقق الإنجاز.

شاهد أيضاً

آرسنال مانشستر سيتي الدوري الإنجليزي

آرسنال يُحقق فوزه الأول على السيتي منذ 2015

لندن -2023/10/8- حقق فريق أرسنال انتصاراً معنوياً كبيراً وهاماً أيضاً على مانشستر سيتي بهدفٍ نظيف …