الرئيسية / دوري الدرجة الأولى 2017-2018 / الحوانين .. بداية متعثرة ونهاية سعيدة

الحوانين .. بداية متعثرة ونهاية سعيدة

الحوانين .. بداية متعثرة ونهاية سعيدة

غزة/أمواج الرياضية (أمواج الرياضية) 1/4/2018 - دخل فريق بيت حانون الأهلي بطولة دوري الدرجة الأولى راغباً في المنافسة بكل قوة على بطاقة الصعود للدرجة الممتازة, لكن رياح النتائج جاءت بما لا تشتهي سفن الحوانين الذين دخلوا في دوامة من النتائج السلبية خلال المراحل الخمسة الأولى من البطولة, لكن الفريق أعطى بعد ذلك درساً من الدروس الرائعة في كرة القدم بما حققه من صحوة هادئة بعيدة عن صخب وسائل الإعلام وانتفض بكل قوة تحت قيادة المخضرم نعيم سلامة الذي قاد الفريق لحصد بطاقة الصعود بصفته بطلاً لدوري الدرجة الأولى للمرة الثانية في تاريخ النادي.

بداية متعثرة ونهاية سعيدة

جاءت البداية صعبة للغاية على نفوس لاعبي وجماهير فريق بيت حانون الأهلي بسبب النتائج السلبية التي حققها الفريق على الرغم من تعزيز صفوف الفريق بمجموعة مميزة من اللاعبين.

لم تنتظر ادارة النادي طويلاً للبحث في مستقبل الفريق بعدما أدركت أن استمرار هذه النتائج سيؤدي للعودة لمصاف أندية الدرجة الثانية, لتعلن عن تعاقدها مع المدرب المخضرم نعيم سلامة الذي سبق له قيادة الحوانين للدرجة الممتازة للمرة الأولى في تاريخهم موسم 1998/1999, لكن الهدف الذي دعاه مجلس الإدارة لأجله هو تحسين النتائج والعمل على استعادة الفريق لهيبته قبل الحدث عن المنافسة.

أدرك سلامة أن مهمته تأتي في ظرف صعب خاصة وأن الجماهير كانت تشكل عامل ضغط كبير على الفريق لشعورها بالحزن الكبير على النتائج, إلا أن الفريق نجح في تحقيق استفاقة نوعية في البطولة وبدأ بحصد النقاط من خلال الانتصارات المتتالية.

ابتعد الفريق عن مناطق الخطر وتحقق الهدف الأول, ليفتح الفريق صفحة جديدة في المنافسة بعدما أدرك أن فارق النقاط مع مراكز الصدارة يسمح له بذلك, فنجح الفريق في تحقيق الانتصارات واحد تلو الأخر قبل أن يصبح مع بداية مرحلة الإياب أقوى المرشحين للمنافسة على الصعود.

واصل الحوانين سيرهم بخطوات ثابتة بعيداً عن الأضواء لتفادي تشتيت اللاعبين وهذا كان بأمر من المدرب سلامة من أجل الحفاظ على تركيز نجوم الفريق, إلى أن جاءت مراحل الحسم ودخل الفريق في حسابات خدمته فيها النتائج ليصبح أول الصاعدين للدرجة الممتازة بعد فوزه الثمين على جمعية الصلاح في ختام المسابقة.

سلامة المتخصص في الصعود

أصبح نعيم سلامة أحد العلامات الفارقة في صعود الأندية من الدرجة الأولى للدرجة الممتازة, فبعدما نجح في بناء تاريخ عريق في الملاعب كمدرب شكل سلامة أيقونة الحوانين في صعود الفريق للمرة الأولى في تاريخه في موسم 1998/1999.

سلامة الذي صال وجال في الملاعب الغزية بصفة مدرب من العيار الثقيل, قاد الأهلي قبل موسمين لتحقيق العودة للدرجة الممتازة, لكن مشواره مع الفريق لم يدوم طويلاً في الدرجة الممتازة ليدخل مغامرة شديدة كان هدفها انتشال الحوانين من مناطق الخطر لينجح في تقديم بطاقة الصعود على طبق من ذهب لبلدة بيت حانون من خلال النادي الأهلي.

جماهير الحوانين تدرك أن سلامة كان العلامة الفارقة في تاريخ فريقها بعدما جعله في المرة الأولى يتلألأ بين فرق الدرجة الممتازة, وإنتشاله من مناطق الخطر في المرة الثانية والوصول به إلى قمة المجد.

أبو زيد هداف من الطراز الرفيع

لا يخفى على كل متابعي فريق بيت حانون أن المهاجم مهند أبو زيد نجل المدرب المساعد للفريق محمد أبو زيد كان صاحب دور رئيسي في صعود الفريق بفعل أهدافه التي قاد فيها الحوانين لتحقيق الانتصارات.

أبو زيد كتب اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ بعدما أصبح أحد أصغر اللاعبين المتوجين بلقب هداف دوري الدرجة الأولى, حيث أبرز اللاعب دوره كمهاجم صاحب مهارة كبيرة جعلته مُرعب لحراس الفرق المنافسة.

والده محمد أبو زيد نجم فريق خدمات الشاطئ سابقاً كان لوجوده في الجهاز الفني للفريق الأثر الكبير في نفس اللاعب, خاصة وأن الأمر شكل بالنسبة له حافز كبير وتحدى من نوع خاصة لإثبات جدارته وتقديم نفسه بصفة النجم القادم في الملاعب الغزية على الرغم من صغر سنه.

جماهير الحوانين مصدر الإصرار

حلم الصعود للدرجة الممتازة مر بظروف عديدة للحوانين فبعد البداية المتعثرة للفريق كاد أن يتبخر ذلك الحلم الذي انتظرته جماهير بيت حانون على مدار سنوات طويلة, قبل أن يتولى نعيم سلامة مهمة انتشال المركب والسير بخطوات ثابتة نحو الدرجة الممتازة.

جماهير الحوانين أيقنت أن ما انتظرته لسنوات أصبح قريباً فواصلت مساندتها ومؤازرتها للفريق, في الوقت الذي اجتهدت فيه ادارة النادي لتوفير كل الاحتياجات للفريق الذي وضعه المخضرم سلامة في حالة نفسية تجعله قادر على تخطي كل الصعاب وحجز أولى بطاقات الصعود.

تحقق الحلم العظيم لبيت حانون وأصبح حقيقة ستلامسها جماهير الحوانين في الموسم القادم, لكنهم تركوا خلفهم دورساً عظيمة في الإصرار وتحدي كل الصعاب والظروف والوقوف إلى جانب فريقهم في أصعب الأوقات لأجل تحقيق الهدف المراد دون النظر للعثرات التي قد تواجه الفرق في بدايات الطريق.

إدارة حكيمة

لم يأتي صعود الحوانين للدرجة الممتازة بفعل النتائج التي تحققت في مباريات الدوري فقط, بل أن هناك كان دور بارز لرئيس النادي حسن ناصر وأمين السر زكريا الكفارنة والمشرف الرياضي إبراهيم الزعانين أصحاب المجهود الكبير في تعزيز حالة الاستقرار وتوفير كل الأجواء الملائمة للفريق من أجل الصعود.

إدارة النادي كانت حكيمة بكل معنى الكلمة لأنها أدركت ضرورة الإحلال والتغيير في ظل معاندة التوفيق للمدرب المميز محمد السويركي في بداية الموسم, وكان لزاماً عليها التصرف بشكل سريع ونجحت في استقدام مميز أخر هو نعيم سلامة.

الثنائي ناصر والكفارنة تركوا كل شيء في حياتهم لأجل الفريق ومتابعته عن كثب, وعلى الرغم من عدم حضور ناصر لبعض المباريات إلا أن الكفارنة كان بمثابة الأب الروحي للفريق والمؤازر له, وبدا دوره أكثر وضوحاً عقب تعادل الفريق مع خدمات المغازي في الجولة قبل الأخيرة التي وما قدمه من دعم معنوي ونفسي للاعبي الفريق واحتواء غضب بعض الجماهير التي كانت تطمع في تحقيق الفوز وحسم الصعود تفادياً للدخول في الحسابات المعقدة مع خدمات خانيونس وخدمات النصيرات.

الإدارة نجحت في تحقيق مهمتها الأولى من خلال صعود الفريق للدرجة الممتازة بعد سنوات عجاف شهدت هبوط الفريق للدرجة الثانية, لكنه عاد من جديد للدرجة الأولى وأصبحت الادارة تزيد من طموحاتها من موسم لأخر من أجل جماهير بيت حانون العريقة.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …