الرئيسية / كرة قدم محلية / برحيل الشرفا غابت الشمس عن تضاريس الرياضة الفلسطينية

برحيل الشرفا غابت الشمس عن تضاريس الرياضة الفلسطينية

كتب / أسامة فلفل – 27/11/2021- رحل الوالد والأب الحاني المرحوم الحاج سالم الشرفا “أبو نائل” عميد الرياضيين وترك في القلب الحزين جرحا لا يندمل، لا أظن مع دوران عجلة الأيام أن أقوى على الجرح الغائر والعميق على رحيل الوالد العزيز والقائد الملهم والانسان الصادق الأمين.

لقد جاء الموت المبكر دون سابق انذار وخطف منا القائد والمعلم والقدوة الحسنة المرحوم الحاج سالم الشرفا وتركنا نعيش بين الأحزان والذكريات، تركني بلا وداع ولا سلام ولا سابق انذار ورحل إلى مثواه الأخير

 اليوم رحل الغوالي عنا وتركونا نعيش على ذكرى الأيام الخالدة والتي لن تمسح من الذاكرة وتركونا نبكي دما ولوعة وأسى وحسرة على الرحيل، رحلوا ولم نعد نسمع صدى الصوت الوطني المؤثر الذي كان يصدح مع كل آذان وفجر جديد للرياضة الفلسطينية.

نعم يا والدي الغالي بعد رحيلك تيتمنا، وتغير كل شيء، ولم يعد للحياة طعم، الأيام مؤلمة وساعاتها موحشة، اليوم تحولت ذكرى الأيام الخوالي الجميلة التي عشناها بصحبتك ومعك مجرد ذكرى عابرة.

أبي الخالد وسر تفوقي ونجاحي ووجودي، أعلم أنني فقدت كنزا كبيرا، لكنني والله سوف أبقى أبد الدهر أسير على أثرك، وعلى درب خطاك وأزرع في بساتين الرياضة الفلسطينية زهور حبك وودك وعطائك الذي كان يغذي عناقيد الرياضة الفلسطينية.

 اليوم وبعد فاجعة الرحيل إلى الحياة البرزخية سنبقى نبكيك حسرة وألم، فمن لنا بعد الله في محطات ودروب الحياة؟، من يقف بجواري ؟! ويعزز من قوتي وقدراتي ويمددني بالتاريخ الخالد للرياضة الفلسطينية ؟!، ويشد من أزري؟!، من يكفكف دموعي ويمسح آهاتي، ؟! من لي معين بعد الله غيرك ؟!.

رحلت يا نعم الأب والمعلم والقائد وتركت ذكرى وأثر وموروث قيمي وحضاري، تركت لنا وثائق ومخطوطات وإنجازات تاريخية تغطي قرص الشمس، ولن يغفى الجفن الفلسطيني والإنساني عنها، لأنها صارت جزء ومكون أصيل من تراثنا وتاريخنا الرياضي العملاق.

اليوم برحيلك يا أيها المعلم والقائد الفذ تغيب شمس الأصيل عن تضاريس الرياضة الفلسطينية، عن دروبنا، عن سمائنا، عن برنا وبحرنا، عن سماء نادينا، عن ملاعبنا وساحتنا الرياضية، فتصبح حياتنا كلها ظلام دامس يصبح الكون والوجود ملبد بغيوم سوداء على فراقك ورحيلك الذي أدمى جروحنا.

اليوم يا شيخ الرياضيين وعميدهم وسفير الرياضة الفلسطينية وملهم الأجيال الرياضية، وعنوان العطاء الرياضي والإنساني الذي لا ينضب نسترجع ذكرياتنا المجيدة في ربوع مدينتنا الحزينة غزة هاشم على فراقك ورحيلك، نسترجع ذكريات العقود الغابرة التي عشناها في ربوع نادينا، نستذكر السهرات الرمضانية والقصص والحكايات الرياضية التاريخية عن مفاصل ومحطات الرياضة الفلسطينية، نستذكر رحلة العطاء والإبداع والإنجاز الرياضي، نستذكر مواقفك الوطنية والرياضية في الظروف والمحطات الاستثنائية.

 كنت أعلم يا معلمنا أن رحيل النادي عن قلب المدينة الصامدة المثابرة أوجعك ونال من عزائمك وأبكاك، ولكنه لم ينال من معنوياتك العالية، فكنت دوما تقول لي سنعود لعرين المدينة ونطرز اسم نادينا بحبر الدم، لتكون رسالتنا باقية وخالدة في وجدان المجتمع المحلي والأسرة الرياضية.

 اطمئن يا عميد الرياضة والرياضيين عائدون لقلب المدينة، لن نترك وصيتك بالعودة وقهر التحديات، لن نتخلى عن الوجود الأبدي في عرينك الأصيل في مدينة الايباء وعنوان الزعماء، ومنبت القادة والأبطال والسفراء، ومنصة الفاتحين.

نم قرين العين فالعهد والقسم أن نصون وصيتك ونسير على درب خطاك يا معلم وأيقونة الأجيال.

 أدعو الله أن يعوضنا الصبر وألم الفراق بلقائك، ولقاء الأحبة من مشاعل ورواد الحركة الرياضية وشهدائها وعظماء الأمة وأبطال الكفاح في جنات النعيم.

اللهم ارحم مربي الأجيال، اللهم اجعل قبره أجمل مسكن تغفو عيناه فيه، اللهم أحسن نزله ووسع قبره وثبته عند السؤال، وأريه مقعده في الجنان يا رب العالمين.

شاهد أيضاً

الأهلي x شباب رفح.. التعويض ومواصلة الانتصارات

غزة/ إبراهيم أبو شعر (صحيفة فلسطين) 7/10/2023- سيكون الأهلي وشباب رفح أمام مهمة صعبة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *